هل المدمن يرجع طبيعي بعد العلاج والوقت الذي يستغرقه، يحتاج الأشخاص المدمنون الذين يرغبون في التعافي إلى شيء يجعلهم يشعرون بالأمل ويتخلصون من العواقب الجسدية والنفسية للإدمان ويعيشون حياة صحية وصحية. هل حقا يعود المدمن بشكل طبيعي بعد العلاج هذا ما سنجيب عنه بالتفصيل
هل يعود المدمن إلى طبيعته بعد العلاج
تساهم المواد التي تؤدي إلى الإدمان في إحداث تغييرات كبيرة وملحوظة في كيمياء الدماغ والجهاز العصبي، حيث تؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة والاسترخاء بمعدل عشر مرات مقارنة بالطرق الأخرى. .
ونتيجة لذلك يعتاد جسم المدمن على مستوى عالٍ من السعادة ويشعر بأنه غير قادر على العيش دون تعاطي هذه المواد، ومن ناحية أخرى يسبب مشاكل نفسية خطيرة مثل الذهان ونوبات الاكتئاب والريبة.
عندما يتخذ المدمنون خطوة الشفاء والعلاج، فإنهم يخشون قلة الفرص المتاحة لهم للعودة إلى الحياة الطبيعية، الأمر الذي يجعلهم يتساءلون عما إذا كان المدمن سيعود إلى طبيعته بعد العلاج
في الواقع يمكن للمدمن العودة بسهولة إلى حياته الطبيعية في غضون عامين، أي بعد 12 شهرًا من بدء العلاج، فهذه هي الفترة التي يحتاجها هرمون الدوبامين للعودة إلى مستوياته الطبيعية.
كما أنه من خلاله يمكن أن تعود وظائف الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتركيز والتعبير عن المشاعر وكذلك اتخاذ القرارات الصحيحة إلى طبيعتها مرة أخرى، لكن الأمر يختلف من شخص لآخر وفقًا لعدة عوامل.
في النقاط التالية نذكر لكم الأسس الفعالة التي تضمن الحصول على النتيجة المرجوة والتخلص من الإدمان
- لا يقتصر البرنامج العلاجي على علاج الإدمان فقط، بل يسعى إلى علاج الأمراض النفسية التي تحدث بسبب المخدرات من أجل الاستعداد لحياة طبيعية والتعامل مع ضغوط الحياة المختلفة.
- التقيد بمدة العلاج وتجنب الانقطاع لتجنب الانتكاس.
- مع العلم أن الإدمان أمر معقد ولكن يمكن علاجه بسهولة بالصبر والتصميم.
خطة علاج الإدمان ومدته
بعد معرفة إجابة السؤال هل يعود المدمن إلى طبيعته بعد العلاج، سنتحدث عن خطة العلاج بوضوح، حيث تختلف مدتها من شخص لآخر، وفق العوامل التالية
- نوع العقار المسبب للإدمان.
- طول فترة الاستخدام.
- الإدمان على مادة أو أكثر في نفس الوقت.
- الحالة الصحية لجسد المعتدي.
- التشخيص المزدوج لنفس الحالة.
أما بالنسبة للمراحل التي يمر بها متعاطي المخدرات في خطة العلاج، فهي تشمل ما يلي
1- مرحلة إزالة السموم
تعد مرحلة التخلص من السموم والانسحاب من المخدرات المرحلة الأولى والأكثر أهمية في برنامج علاج الإدمان، حيث قد تستغرق من 7 إلى 10 أيام.
في هذه المرحلة يقوم الطبيب المعالج بمراقبة الحيوية التي تظهر في جسم المستخدم مثل ضغط الدم ومعدل التنفس ودرجة الحرارة ومعدل ضربات القلب.
حتى يتدخل بسرعة في حالة حدوث أي مضاعفات، كما يزوده ببروتوكول دوائي يساعده في التغلب على أعراض الانسحاب من المخدرات دون الشعور بألم شديد ومعاناة.
المرحلة الثانية من التأهيل النفسي
وتأتي مرحلة إعادة التأهيل في المرتبة الثانية في خطة علاج الإدمان، وتتراوح مدتها من 28 إلى 90 يومًا.
وهي من المراحل التي تستحق الإجابة على سؤال هل يعود المدمن إلى طبيعته بعد العلاج، لأنه يشمل التهيئة النفسية والسلوكية للمدن للتحرر من المشاعر التي سيطرت عليه، خاصة العجز والضعف بسبب مادة الدواء.
كما يعالج الأمراض المحتملة المتعلقة بالإدمان مثل الاضطراب ثنائي القطب ونوبات القلق والتوتر.
3- مرحلة الحد من الانتكاس
أصعب ما يمكن أن يمر به المدمن في التعافي من الإدمان هو الانتكاس، لذلك تدخل مرحلة الحد من الانتكاس في خطة العلاج، حيث يتم تدريبه على كيفية العيش دون تعاطي المخدرات.
إلى جانب كيفية مواجهة المواقف الصعبة، مع العلم أنه لا بأس من مواجهة بعض الأحزان في الحياة، ولكن يجب محاربتها بشجاعة وقوة دون اللجوء إلى المواد الضارة.
وتجدر الإشارة إلى أنه في هذه المرحلة يُطلب من المعتدي تجنب الاقتراب من الأشخاص الذين شجعوه على الإدمان حتى يتمكن من البدء من جديد لتأسيس حياة اجتماعية وأسرية صحية.
4- مرحلة المتابعة
هذه المرحلة خارج الخطة العلاجية، لكنها ضرورية للغاية، وتشمل متابعة المدمن المتعافي مع الطبيب المختص باستمرار حتى يمد نفسه بمجتمع علاجي يوفر له الدعم والمساندة لتجنب الانتكاس.
هل يمكن أن يحدث الانتكاس بعد علاج الإدمان
بالإضافة إلى سؤال ما إذا كان المدمن يعود إلى طبيعته بعد العلاج، والذي أظهر لنا أن الشفاء من الإدمان ممكن بنسبة 100٪، يجب معالجته لمعرفة ما إذا كانت هناك احتمالات للانتكاس أم لا.
في الواقع من الممكن أن يعود المدمن إلى تعاطي المخدرات، أي أن ينتكس إذا لم يتابع بانتظام مع الأطباء النفسيين أو بسبب تعرضه لعدة عوامل، وهي كالتالي
- أعد التواصل مع أولئك الذين ساعدوا المدمن في طريق الإدمان.
- الذهاب إلى الأماكن التي تم فيها تعاطي المخدرات وشغفها.
- مواجهة المزيد من الاضطرابات النفسية والضغط العصبي، مع عدم القدرة على السيطرة عليها.
- عدم وجود دعم كاف، خاصة من العائلة والأصدقاء.
- الثقة الزائدة في النفس وأنه لا يمكنك التعرض لانتكاسة مرة أخرى.
علامات على أن المدمن قد انتكس
يجب على أفراد أسرة الشخص الذي يتعافى من الإدمان مراقبته دائمًا، حيث توجد بعض التحذيرية التي تشير إلى احتمال تعرضه لانتكاسة. في حالة ملاحظة أي منها يجب أخذه للطبيب على الفور، وهذه كالتالي
- عدم القدرة على تحمل الأعباء.
- منزعجة بشكل كبير من العصبية.
- التهيج
- المعاناة من اضطرابات المزاج.
- الرغبة في الانعزال عن المجتمع.
- تجنب طلب المساعدة من الآخرين.
- اضطرابات النوم.
- فقدان الشهية أو احتمال زيادتها.
- – اكتساب السلوكيات السيئة مرة أخرى، كالكذب المستمر والإنفاق غير المبرر للمال، وإهمال المشكلات الاجتماعية التي يواجهها.
طرق التعامل مع المدمنين أثناء العلاج
يجب على أسرة المريض عدم الاعتماد على مستشفى علاج الإدمان وحده لمساعدة المريض على التعافي السريع حيث يجب
- أظهر رغبتهم في أنهم بحاجة إلى إكمال خطة العلاج من أجل عيش حياة طبيعية مع تزويده بالدعم المستمر.
- معرفة الخطوات العلاجية للتعامل معها بعد ذلك.
- عدم التسرع في إخراجه من عيادة علاج الإدمان قبل اكتمال مراحل خطة العلاج.
- التعامل معه تحفيزا حتى يلتزم بنصائح الأطباء المعالجين.
كيفية التعامل مع المدمن بعد الشفاء
استمرارًا لموضوعنا الذي يجيب على سؤال هل يعود المدمن إلى طبيعته بعد العلاج، فإن من الأمور التي يجب وضعها أمام أعيننا الشرح طريقة الصحيحة للتعامل مع المدمن بعد شفائه حتى لا ينتكس وهو تتمثل فيما يلي
- ابقيه بعيدًا عن أي عوامل تشجع على تعاطي المخدرات مرة أخرى.
- تخلصي من المواد المخدرة والأدوية من المنزل، وتحسس ملابسه القديمة، فقد تكون لها أي ذكريات تجعله يشعر بالحنين إلى الإدمان.
- شجعه على حضور اللقاءات العائلية وغيرها، فالتناغم في الحديث مع الآخرين يعزز الصحة النفسية.
- تحفيزه على الالتزام بنظام غذائي صحي حتى يستعيد جسمه قوته وطاقته، وكذلك شرح أهمية ممارسة الرياضة لزيادة هرمون السعادة وتوفير الاسترخاء.
- مساعدته على شغل أوقات فراغه، حيث من المعروف أن أوقات الفراغ هي أكبر عدو للإنسان، وخاصة المدمن، حيث تجعل عقله يفكر مرة أخرى في التعامل.
- تجنب إعطائه الكثير من المال حتى لا يستخدمه في شراء هذه السموم مرة أخرى.
يعود المدمن إلى حياته الطبيعية عندما يلتزم بخطة العلاج القائمة على تناول عقاقير إزالة السموم والتأهيل النفسي والسلوكي، خلال 12 شهرًا من الالتزام، وهي الفترة اللازمة لإعادة هرمونات السعادة إلى مستوياتها الطبيعية.