هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة، كما نعلم جميعا ان القتل العمد من أكبر الجرائم التي يمكن ان يرتكبها، ويجب معاقبته بالقصاص اي بالمثل، واضطرت عائلته إلى سداد دين الدم بأموال يملكها المجرم، حيث انه إذا كان الرجل بالغا وعاقل بكل قواه، فيجب تحميله مسؤولية قتل الروح التي خلقها الله عز وجل، اذ ان القصاص يمنع انتشار الفسق والجريمة العمدية ويقضي على الفساد المنتشر في المجتمع، في مقالتنا اليوم سنكتشف ما إذا كان القصاص يخفف العقوبة في الآخرة.
عقوبة القتل في الإسلام
الجدير بالذكر انه أحد ضروريات الإسلام الخمس التي يجب حمايته، لذلك فإن القتل في الإسلام من الذنوب الرئيسية التي تهلك صاحبه لظلم الناس وانتهاك حقوقهم، حيث ان الله سبحانه وتعالى عندما أنزل القرآن الكريم أوضح لنا جميع الأمور الشرعية، عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”، ولقد توعد الله -تعالى- القاتل بالغضب واللعن والعذاب العظيم، فقد قال سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، إن الله تعالى حكيم جدا حيث شرع القصاص ويحاول الانتقام من قبل الأسرة، لذلك فهي تعمل كرادع لحدوث الجريمة أيضا قد يكون تطبيق القصاص في حالة الموت المتعمد ولا يوجد مبرر لذلك، وذلك لاخد درس وتحذير لكل من يفكر في القتل هذه هي عقوبة الإعدام.
هل القصاص يسقط عقوبة الآخرة
الجدير بالذكر أن هناك أنواع عديدة من القتل العمد ومنها القتل العمد الذي يجب أن يكون ثأرا، ويجب دفع الدية اللازمة لعائلة الضحية وهي تعويض تتم مقارنة مالي مع الجمل، وهناك نوع من القتل شبه العمد كالقتل مع سبق الإصرار، حيث يضرب الإنسان إنسانا بآلة حادة فماته ولم يقصد الموت، أما القتل غير العمد فيمكن دفع الدية لكنه مجرد قتل غير مقصود للإنسان، وبعض الناس يعفو عن القاتل بغير قصد، حيث ان القصاص لن يخفف من عذاب الآخرة إلا إذا تاب القاتل خالصا إلى الله تعالى، لأن الله يغفر لمن يريد أن يغفر له فهو غفور ورحيم لعباده، وبين الله ذلك في كتابه الكريم قال تعالى: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”.
الحكمة من مشروعية القصاص
عندما أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم أوضح لنا جميع الأمور الشرعية اذ ان القصاص من ضمن الامور التى وردت في كتابه العزيز، إن الله عز وجل عندما بدأ القصاص كان من الحكمة أن تحاول الانتقام من العائلة، لذلك الردع عن وقوع الجرائم، كما يجوز القصاص في حالة الوفاة العمد، ولا يوجد مبرر لذلك، لذا خذ الدرس والوعظ لكل من يفكر في القتل أن هناك عقوبة الإعدام.