اين يقع حقلي كورمور وكاريش للغاز، ضجت محركات البحث في الوطن العربي خلال الأيام الماضية للتعرف على تفاصيل حقل كاريش الذي أثار حالة من التوتر الكبير بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي إذ أن حزب الله اللبناني هدد إسرائيل من الاقتراب من حقل كاريش فيما أكدت الأخيرة أنها ستواصل العمل في ما زعمت أنه حقل تابع لها ولسيادتها البحرية، وعلقت صحف عربية ولبنانية على بدء إسرائيل التنقيب عن النفط والغاز في حقل كاريش الذي يقع في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان في البحر المتوسط، وهو العمل الذي اعتبرته الرئاسة اللبنانية “استفزازيا”.
حقل كاريش للغاز Karish gas field
هو حقل نفط وغاز طبيعي بحري على بعد 100 كم من السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، ويبعد عن ساحل حيفا حوالي 75 كم، اكتشف الحقل في يوليو 2013، تقدر إحتياطيات الغاز المؤكدة في الحقل ب1.3 تريليون قدم مكعب، حسب وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، حقل كاريش متاخم للحدود للبنانية، وبالتالي، يمكن لإسرائيل سحب الغاز اللبناني بإستخدام التكنولوجيا المتاحة، ووفقًا للعديد من المواقع الالكترونية فإن حقل كاريش يقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لـ (مصر، لبنان، فلسطين المحتلة -إسرائيل-، قبرص، وسوريا)، في مايو 2013 أعلن جبران باسيل وزير الطاقة اللبناني، أن الحقل يبعد 4 كم عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتحديداً في بلوك 8 العائد للبنان، و7 كم عن بلوك 9، والبئر التجريبي الذي حفرته يبعد حوالي 15 كم، وأضاف “هذا يعني نظرياً أنه بات لدى إسرائيل الامكانية عن هذا البعد للوصول الى النفط اللبناني وهذا أمر في منتهى الخطورة”.
حسب تصريحات مصدر مسؤول في وزارة الطاقة اللبنانيّة، أن المشكلة التي أثارها الوزير لم تكن مطروحة حتى الفترة الأخيرة، ذلك أن إسرائيل كانت حتى الآن تعمل على مكامن متوقعة للتنقيب عن غازها، في حقول ليفياثان 1 ودولفين 1 وداليت 1 وتمار وتانين 1، علماً أن جميع هذه الحقول والمكامن بعيدة نسبياً عن المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان في المتوسط. ذلك أن أقربها وهو تانين 1″يبعد عشرات الكيلومترات عن حدود المنطقة اللبنانية، ولا تأثير لأي تنقيب فيه على المنطقة اللبنانيّة وثرواتها.
نزاع لبناني واسرائيلي على حقل كاريش
في يوليو 2013، أعلنت إسرائيل عن نيتها البدء بالتنقيب في حقل جديد، أطلق عليه اسم كاريش 1، واللافت في هذا الحقل أن مساحته مقدرة بنحو 150 كم²، وتشير تقديرات المسح إلى احتمال أن يحتوي على كميّات تتراوح ما بين 1.5 و 2 تريليون قدم مكعّب من الغاز، لكن الأهم أن هذا الحقل قريب جداً من الحدود الفاصلة بين المنطقتَين الاقتصاديّتَين الخاصتَين بكلّ من إسرائيل ولبنان. ذلك أن أبعد نقطة منه تقع على بعد يتراوح ما بين 15 و17 كم من حدود المنطقة اللبنانيّة، أما أقرب نقطة منه فتقع على مسافة نحو 4 كيلومترات فقط من حدود المنطقة اللبنانية، وأوضح المصدر اللبناني المسؤول في وزارة الطاقة، أن هذا الحقل الإسرائيلي الجديد بات على تماس غازي مع بلوكين اثنين من البلوكات الثلاثة التي تشكّل حدود المنطقة اللبنانية مع المنطقة الإسرائيليّة في المتوسط.
علماً أن المنطقة الاقتصاديّة الخاصة بلبنان ومساحتها نحو 22 ألف كيلومتر مربّع، باتت مقسّمة بحسب المسوحات التي أجرتها وزارة الطاقة اللبنانيّة، إلى 10 بلوكات، ثلاثة منها تقع على حدود المنطقة الإسرائيليّة، وهي البلوكات 8 و9 و10 بحسب تسمياتها من الغرب إلى الشرق أو من عمق البحر المتوسط إلى البرّ اللبناني، وأكّد المصدر نفسه أن حقل “كاريش 1” يبعد 4 كيلومترات فقط عن البلوك رقم 8 ويبعد 6 كيلومترات عن البلوك رقم 9، كذلك يبعد 9 كيلومترات عن مكمن غازي تمّ مسحه في البلوك اللبناني رقم 9.
وتابع المصدر اللبناني المسؤول أنه في حقل تمار الإسرائيلي الذي تبلغ مساحته نحو 250 كيلومتراً مربّعاً والذي تشير التقديرات إلى احتوائه على نحو 8 إلى 10 تريليون قدم مكعّب من الغاز، أقامت إسرائيل حتى الآن 5 آبار. وعلى هذا القياس، يتوقّع أن تقيم في حقل “كاريش 1” ما بين 3 إلى 4 آبار، ويتوقّع أن يكون واحد أو اثنان من هذه الآبار على أقل تقدير إلى شمال الحقل المذكور، وبالتالي على مسافة مؤثّرة من ثروة لبنان من الغاز.