هل حلق اللحية من الكبائر اسلام ويب، يسأل الكثير من الرجال عن حكم طلق اللحية او قصها، هل هي من الكبائر ام من الصغائر، سنجيب على كل هذه التساؤلات من خلال هذا المقال.
ما هي الكبائر في الاسلام
المعصية التي عليها عقوبة دنيوية: الكبيرة هي ما كانت حراماً محْضاً ورتّب عليه الشّرع عُقوبةً بنصٍّ قاطعٍ إمّا في الدُّنيا؛ كالقتل والسرقة، أو في الآخرة، وقال الإمام الماورديّ: إنّ الكبيرة هي التي توجبُ الحدّ، كما جاء عن الإمامِ أحمد أنّ الكبيرة ما أوجبت حدّاً في الدُّنيا،ومن هذه الكبائر الزّنا.
المعصية التي عليها وعيد في الآخرة: الكبيرة أيضاً هي الذُّنوب والمعاصي التي جاء فيها وعيدٌ في الآخِرة من عذابٍ أو غضبٍ أو لعنٍ من الله -تعالى- ورسوله لِفاعلها، وقال بعض العلماء هي ما جاء فيها الوعيد لِفاعلها بالنّار والعذاب إمّا في الكِتابِ أو السُنّة.
ويرى الغزاليّ أنّ الكبيرة هي المعصية التي يفعلُها الإنسان من غير خوفٍ، أو حذرٍ، أو ندمٍ؛ كالمتهاون بارتكابها والمُتجرِّىء عليها بعادته، وأمّا الواحديّ فذهب إلى أنَّ الكبائر ليس لها حدٌّ واضح أو معلوم، وقد أخفاها الله -تعالى- عن عباده؛ لكي لا يتجرّؤوا على معصيته، ولكي يبتعدوا عن جميع المعاصي.
ما هي اللحية في الاسلام
إعفاء اللِّحية من الشعائر المُتعلِّقة بدِين الإسلام، وتُعَدّ الشعائر أعظم من غيرها؛ إذ إنّ التزامها من تقوى الله وخشيته، واللِّحية من الفِطْرة التي حافظ عليها الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- جميعهم. فقد ثبت في صحيح الإمام مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (عَشْرٌ مِنَ الفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفاءُ اللِّحْيَةِ…)، وفسّر عددٌ من العلماء سُنَن الفِطْرة بأنّها السُّنَن القديمة، والتي حافظ عليها الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، والتي جُبِل ونشأ عليها الفرد.
هل حلق اللحية من الكبائر اسلام ويب
فإن حلق اللحية، حرام؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة الصريحة، والأخبار، ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار، فمن ذلك: حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى. متفق عليه، وهناك أحاديث أخرى بهذا المعنى، وإعفاء اللحية؛ تركها على حالها، وتوفيرها: إبقاؤها وافرة، لا يقص منها شيء.
وقد دل الكتاب، والسنة، والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار، والنهي عن مشابهتهم في الجملة؛ لأن مشابهتهم في الظاهر، سبب لمشابهتهم في الأخلاق، والأفعال الممنوعة، بل وفي نفس الاعتقادات، فهي تورث محبة، وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن، تورث المشابهة في الظاهر، وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود، ولا بالنصارى.. الحديث. وفي لفظ: من تشبه بقوم، فهو منهم. رواه الإمام أحمد، ورد عمر بن الخطاب شهادة من ينتف لحيته.
وليس حلق اللحية من الكبائر، إلا أن يواظب عليه صاحبه؛ لقول ابن عباس -رصي الله عنهما-: لا صغيرة مع الإصرار. فالإصرار على الصغيرة، يلحقها بالكبائر.
والواجب: التوبة، والإقلاع عن الذنوب كلها -صغيرها، وكبيرها- ، وكما قيل: لا تنظر إلى صغر الذنب، وانظر إلى عظمة من عصيت.
والله أعلم.