لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة، موضوع مثار نقاش وجدل يثيره المستشرقون وتلامذتهم المعاصرون، الروايات المذكورة والمشهورة عن هذه السن، أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت في سن التاسعة، وينزل بعضهم فيقول إنها كانت في السابعة، لكن الأشهر التاسعة، وأنها في هذه السن كانت طفلة، والموضوع له عدة اتجاهات مهمة ينبغي نقاشها، من حيث منهج تناول مثل هذه الأحداث، وحقيقة السن آنذاك، هل كانت فعلا تسع سنوات، أم أقل أم أكثر، حيث تكثر الروايات والتحليلات حوله.
موقف الإسلام من زواج الصغيرة
لم يحرم الاسلام زواج الفتاة الصغيرة حيث لم يحدد سن محدد للزواج ولكنه اشترط وصول الفتاة او البنت الى سن البلوغ والنضوج لتزويجها، ويعتبر زواج الصغيرات من الأمور الشائعة في العصور القديمة وخاصة عصر النبي والعصور التي تليها وما زال شائع لدى الدول القائمة على النظام القبلي، ومن المألوف لدى العديد من الناس في عصرنا الحالى ان جدودهم قد تزوجوا في سن صغير يقارب سن السيدة عائشة عند الزواج لذا فقد كان زواج عائشة من الرسول في سن التاسعة أمر شائع في ذلك الوقت في القبائل العربية .
اما بالنسبة للزواج في العصر الحديث، من الاجحاف ان يتم مقارنة العادات الاجتماعية السائدة منذ ألف وأربعمائة عام بالعصر الحديث وما طرأ عليه من مستجدات في أعمار البشر وحياتهم وأنماطها وثقافات المجتمع المفتوح، كانت النساء خلال زمن ليس ببعيد يتزوجن في عمر العاشرة والثانية عشر وهو غير منكر في بلاد العرب والغرب معا بل كان رائجا وغير مستنكر، لم يتم تجريم زواج الصغيرات الا مع الثورة الفرنسية وبداية الالفية الثانية في بلاد الغرب ودخل هذا النظام لبلاد المسلمين مع نهاية هذه الالفية .
لماذا تزوج الرسول من طفلة عمرها 9 سنوات
تزوج النبي السيدة عائشة رضي الله عنها بناء على اقتراح من السيدة خولة بنت الحكم لتوطيد العلاقة مع سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وهذا دليل على أن النبي لم يكن لديه رغبه بها، عندما عقد النبي على السيدة عائشة وهي في سن السابعة لم يدخل بها مباشرة بل انتظر حتى وصلت لسن النضوج والأنوثة وتحقق من ذلك فدخل بها وهي في سن التاسعة أي بعد العقد بثلاثة سنوات، من المعروف طبيا وفقا لرأي الطبيب الامريكية دوشني ان النساء في المناطق الحاره يكن أسرع بلوغ من النساء في المناطق الباردة وتبلغ الأنثى في القارة الأفريقية وهي في سن التاسعة، لم يفعل النبي صلى الله عليه وسلم شئ شاذ عما يفعله رجال عصره وإن كان فعل ذلك لكانت قريش وهي أعدى أعداء رسول الله انتقدته في ذلك وسيلة لإجهاض دعوته إلا أن قريش لم تفعل ذلك بل أقرت زواج النبي بعائشة لانه كان شائعا ومستساغ في تلك الفترة، كانت السيدة عائشة رضي الله عنها قبل زواجها بالنبي مخطوبة لجبير بن مطعم وهو دليل على أن أهَلْها قد أذنوا بزواجها قبل ان يتقدم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفت السيدة عائشة بأنها أصغر نساء رسول الله حيث توفي عنها صلى الله عليه وسلم وهي في سن الثامنة عشر فتمكنت عائشة من تحصيل علم الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم وكانت احفظ نساءه للحديث، قال العلماء في الإسلام أن علم عائشة لو وزن علم جميع نساء المسلمين لرجح علم عائشة فكانت رضي الله عنها أرجح العلماء رأي وأكثرهم رواية للحديث عن رسول الله نظرا لتلقيها العلم على يد رسول الله وهي صغيرة، وفي إطار الإجابة عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير الحب للسيدة عائشة رضى الله عنها، كان كثير ما يصرح لها بحبه سواء بالأفعال أو الأقوال، كان رقيقًا جميلًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعاملاته وإظهار محبته، ومما روي في السنة النبوية عن محبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسيدة عائشة أنه سُئل عن أحب الناس إلى قلبه فقال إن أحب وأقرب الناس إلى قلبي هي السيدة عائشة رضى الله عنها.