تم جمع القرآن الكريم في عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه

تم جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم – بواسطة الوحي جبريل المنقول إلينا بالتواتر، وهو مصدر العلوم وأصل الحقائق الثابتة ومرجع العلماء، ويرجع له الفقهاء والأصوليون لمعرفة الأحكام الشرعية إجمالاً وتفصيلاً، ويرجع إليه علماء اللغة لإظهار إعجازه والإفادة من أسلوبه ومعاني كلماته، ويرجع له علماء القراءات لتحقيق هدفهم في معرفة كيفية النطق بألفاظه الكريمة، وبما أن للقرآن مكانة عظيمة عند المسلمين، لذلك قاموا بحفظه وجمعه، ومر بالعديد من المراحل في جمعه، منها في عصر النبي، وفي عصر الخلفاء الراشدين.

جمع القرآن الكريم في العهد النبوي

جمع القرآن الكريم في العهد النبوي
جمع القرآن الكريم في العهد النبوي

عني النبي بالقرآن عناية شديدة، فقد كان ينزل القرآن على الرسول، ويحفظه، ويبلغه لناس، ويأمر كتاب الوحي بكتابته، ويدلهم على موضع الآيات والسور، ومن شدة حرص رسولنا الحبيب على حفظ كتاب الله كان يحرك لسانه عتد نزوله، قال تعالى: ( لَا تُحَرِّك بِهِ لِسَانك لِتَعْجَل بِهِ إِنَّا عَلَيْنَا جَمْعه، حيث كان النبي يراجع ويقرأ القرآن على جبريل مرة في شهر رمضان من كل عام، ويقط بجمع القرآن في هذه المرحلة معنيين هما:

  • جمع القرآن بمعنى حفظه في الصدور: كان الصحابة الكرام يتنافسوا على حفظ كتاب الله، ويتسابقوا في تفسيره والعمل به، فكانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يحفظوها ويعملوا بها.
  • جمع القرآن بمعنى كتابته: اتخذ النبي كُتاباً للوحي منهم الخلفاء الأربعة، وزيد بن ثابت، وغيرهم، بالرغم من أنه في ذلك الوقت كانت أدوات الكتابة قليلة إلا أنهم كانوا يكتبون عند توافرها، ومن هذه الأدوات العسف، والرقاع، واللخاف، والأقتاب، والأكتاف.

جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه
جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه

بعد وفاة الرسول، تولى أبو بكر الخلافة، واجه أحداث ومشاكل صعبة، ومنها المعارك ضد المرتدين مثل معركة اليمامة، التي أدت إلى استشهاد عدد من الحافظين لكتاب الله، فقد عز هذا الأمر على عمر بن الخطاب، فذهب إلى الخليفة الصديق، وطرح عليه فكرة جمع القرآن خوفاً من ضياعه بسبب موت الحافظين، ففي البداية تردد أبو بكر، وبعد فترة وجيزة شرح الله صدر أبو بكر، وأمر بجمعه، وعين حماعة تقوم بالجمع على رأسهم زياد بن ثابت؛ لأنه كان من كتاب الوحي، ومعروف بورعه، وطريقة الجمع التي وضعها عند أبوبكر رضي الله عنهما كانت تعتمد على مصدرين هما:

  • المصدر الأول: ما كتب بين يدي رسول الله، وبالغ أبو بكر في الحيطة والحذر، حيث كان لا يقبل شيء من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله.
  • المصدر الثاني: ما كان محفوظ في صدور الرجال، أي الذي تعلم من الرسول شيئاً من القرآن، و كان لا يقبل من أحد شيء حتى يشهد شاهدان.

وهذا يعني أنه تم جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث تميز الجمع في عهده بالدقة، وإتباع أصول التثبت العلمي، واقتصر على ما لم تُنسخ تلاوته، وكان مرتب الآيات وليس مرتب السور؛ لأن كانت كل سورة بذاتها في صحيفة.

Scroll to Top