فتح المسلمون بيت المقدس سنة، العلم الذي يهتم بدراسة الأحداث، والحروب، والأزمات، والثورات، والمعارك، وكل الأمور الهامة التي حدثت في الماضي من الأمور، هو علم التاريخ، فهو عبارة عن ذاكرة مليئة بتواريخ وقصص الماضي الحافل بأعرق وأسمى القصص كالفتوحات الإسلامية.
الفتوحات الإسلامية وهي المعارك التي خاضها المسلمون بعد وفاة الرسول في الدول الواقعة خارج الجزيرة العربية، وتعد أكبر حركة هداية لناس في التاريخ، وأكبر حركة إخراج لناس من الظلمات إلى النور، وليست مجرد حرب أو توسعاً في الأرض، ومن أبرز هذه الفتوحات فتح بيت المقدس.
متى فتح المسلمون بيت المقدس وفي عهد من
إن للقدس مكانة عظيمة عند المسلمين، لذلك عني المسلمون عناية كبيرة بتحريرها، فتم فتح بيت المقدس في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب في عام ربيع الأول 16 هجري/ أبريل 637 ميلادي، حيث كانت القدس في ذلك الوقت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، وقد بدأ الفتح عندما توجه المسلمون بقيادة أبو عبيدة بن الجراح في 15 هجري/ 636 ميلادي لمحاصرة القدس، واستمر هذا الحصار لمدة نصف سنة أي ستة أشهر، وبعد هذه الفترة الطويلة وافق ملك الإمبراطورية البطريرك صفرونيوس على الاستسلام، ولكن بشرط قدوم الخليفة عمر، فسافر عمر إلى القدس في 16 هجري حتى يتسلم مفاتيح المدينة، فكتبت العهدة العمرية التي هي عبارة عن وثيقة الصلح بينهم، ووقعت من قبل الخليفة، حيث شهدها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان، ونصت على التالي:
- من أراد البقاء في إيلياء ( القدس) عليه الجزية كما يعطي أهل المدائن.
- لا يسكن مع أهلها اليهود.
- عدم إكراه أهل إيلياء على تغيير دينهم.
- أنه من أحب من أهل إيلياء أن يغادر بماله ونفسه مع الروم، فهم آمنون.
فتح المسلمون بيت المقدس سنة 16 هجري / 637 م، ويعتبر عصر الخلافة الراشدة الأكثر أهمية في تاريخ الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أثر بشكل كبير في مسيرة التاريخ الإسلامي وأحداثه، والموروث الفكري والحضاري الذي شمل مختلف مناحي الحياة الإنسانية، واستفادت منه الشعوب والدول غير الإسلامية.