هل يجوز الصيام على جنابه، الصوم لغة يعني الإمساك، ويعرف شرعا بانه التوقف عن تناول جميع المفطرات بوجوب النية، من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، والصوم احد اركان الاسلام وحكمه واجب على كل مسلم عاقل بالغ وله القدرة على الصيام والاقامة، ومن مبطلات الصوم الاكل العمد والحيض والجماع والاستقاء عمدا.
حرم الاسلام الجماع في نهار رمضان، وأجازه في ليل رمضان، ووجب الغسل ولكن هل يجوز الصيام على جنابة والاغتسال بعد طلوع الفجر واكمال الصوم، بين علماء المسلمين كافة الاحكام الشرعية المتعلقة بالصوم ومبطلاته وشروطه، وذكر الائمة الأربعة باتفاق أن الطهارة لا تعد شرط من شروط صحة الصوم، ولكن مستحب أن يكون المسلم على طهارة في رمضان لقراءة القرآن الكريم وللصلاة وأداء باقي العبادات التي تتطلب الطهارة شرط من شرطها.
حكم الصوم على جنابة
الجنابة في اللغة بمعنى البُعد بعكس معنى كلمة القرب، وتعني مجانبة اجتناب الشيء، وعندما تطلق على شخص يقصد بها بعده وعدم قربه للصلاة الا بالطهارة، وتطلق على المؤنث والمذكر، وعرفها النووي في الشرع معنى يطلق على من جامع وعلى الفرد الذي نزل منه المَني، ويسمى الشخص جُنُباً، أي يتجنب الصلاة والقرآن الكريم والمسجد، لأن الجنابة حَدَثُ يصيب الجسد ولا تصح الصلاة الا بعد الطهارة والاغتسال، ولم تعني كلمة الجنب البعد عن الصيام لذلك حكم الأئمة الأربعة في صيام الجنب صحيح استناد على الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
حكم تأخير غسل الجنابة في رمضان
يصح صوم الجنب ولا يقضي صيامه، وأن غسل الجنابة على الفور تكن للصلاة ولأداء العبادات وحتى لا يضيق وقت أداء الصلام وتدركك، وحكمها التراخي لا الفور الا في حالة إدراك العبادات فهي توجب فورا، ويستحب للجنب ان يتوضأ قبل أن يتوضأ قبل النوم او تناول الأكل، وفي حالة الصوم حكم تأخير غسل الجنابة في رمضان بعد الجماع ليلا قبل طلوع الفجر جائر تأخيره الى بعد طلوع الفجر، ويغتسل ويقوم بأداء الصلاة قبل طلوع الشمس، حتى يعاقب على تأخير الصلاة والرجل يعاقب بتأخير الصلاة والتأخر عن الجماعة.
حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان إلى الظهر
هناك تساؤلات حول الحكم الشرعي لمن يتأخر بالغسل لبعد الظهر، وهل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر، بينت السنة النبوية الأحكام لكل موقف يمر به المسلم، وفي صوم رمضان الغسل ليس بلازم للشخص الصائم بناء على الحكم الشرعي من السنة النبوية المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل الحديث الشريف عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ } ، استنتج الأئمة الأربعة بالإجماع:
- بأن الصيام جائز بدون اغتسال الجنب، ولكن يفترض عليه أداءة الفرائض كالصلاة.
- ولكن ان صح صوم الصائم فلا يجب إن طالت مدة الغسل حتى لا تفوته الصلاة، ومن اخر الغسل حتى الظهر فإنه فوت على نفسه صلاة الفجر ويؤثم.
حكم الصيام على جنابة عمدا في رمضان
يجوز صوم المؤمن الجنب بعد طلوع الفجر الاغتسال والصوم، وصوم صحيح واذا آخرها للظهر فهو يؤثم على عدم أداء الصلاة، ولكن صيام يوم رمضان على جنب عمدا، فإن تأخير غسل الجنابة بدون عذر يبطل الصوم، والدليل من السنة النبوية عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ صَلاَةِ الصُّبْحِ وَأَحَدُكُمْ جُنُبٌ فَلَا يَصُمْ يَوْمَئِذٍ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، وقول عروة بن الزبير رضى الله عنه اذا أخر المرء الغسل بدون عذر بطل صومه، ووضح النبي ان من أصبح في يوم رمضان وهو جنب وعالم بنفسه وبقي على حاله بغير عذر، لا يصح صومه.
حكم الجنابة يشترك فيه كلا من المرأة والرجل، لفظ الحنب يشمل المرأة والرجل وبالتالي ما يترتب من احكام شرعية على كلاهما نفس الحكم، فيجوز الصيام للمرأة في حالة الجنابة، اغتسال بعد طلوع الفجر، ولكن قبل شروق الشمس.