قصة ابو عبدالله الاندلسي، تسرد الكثير من القصص التاريخية لفترات زمنية طويلة، هناك العديد من الابطال والحكماء ما زالت قصصهم تحكى حتى الآن، هذه القصص تمنح المستمع الأثر الجيد والجميل على المستمع، كما ان الاستماع لهذه القصص تسلي الفرد بطريقة رائعة وهادفة.
تعد قصة ابو عبدالله الاندلسي احد القصص التاريخية المؤثرة على كل من يسمعها، تظهر جمال التاريخ الاسلامي وعظمته، وتبين الاوقات التي يمر بها الداعي الى الله وكيفية تأثره باللحظات والمواقف.
ما قصة ابو عبدالله الاندلسي
أبو عبد الله محمد بين يحيى الأندلسي، حفظ في حياته ما يقارب ثلاثين ألف حديث نبوي للرسول صلى الله عليه وسلم، كان رجل كبير حكيم وشيخ وقاضي يقرأ كافة الروايات، تميز بشدة الحفظ والحكمة، كانت قصة ابو عبدالله الاندلسي، كالتالي:
- ذهب مع مجموعة من المشايخ اصحابه للسياحة، وصلوا لقرية من اجل طلب الماء، كانت القرية كافرة فطلبوا الماء للوضوء فلم يجدوا فيها، قاموا بالبحث عن الماء في هذه القرية، مروا بطريقهم على رهبان وقساوسة في الكنائس يعبدون الصلبان والرهبان، تعجبوا منهم وانصرفوا حتى وصلوا بئر في نهاية القرية.
وجود القوم عند البئر يستقوا الماء، وبينهم جارية جميلة لم يروى بجمالها تردتدي قلادة ذهبية في عنقها، عندما رأها الشيخ عبد الله تغيرت ملامح وجهه وسأل عن الفتاة وابنة من، قالوا له انها ابنة الملك في هذه القرية الكافرة، فتعجب الشيخ من ابنة الملك وسأل لما لم يدللها والدلها وتركها تستقي الماء بنفسها ولم يكرمها، فكان الرد أن الملك أراد ذلك حتى تكرم زوجها عندما تتزوج وتخدمه ولا تتكبر او تتعجب من نفسها، نكس الشيخ رأسه ورحل وبقى لمدة ثلاث ايام بدون طعام او شراب، ولا يريد التكلم مع احد فقط كان يقوم بالفرائض. - ساله الشيخ الشلبي عن ما اصابه وان جميع الأصحاب يتسالوا عن سكوتك، أخبرهم بان الجارية التي رأهاها احبها كثيرا وشغف قلبه بها، فرد عليه صاحبه انك شيخ زاهد ومعروف بين الأفاق، فالافضل ألا تفضحنا فاخبرهم ان ما حدث قد حدث وانتهى وجرى القلم بما حكم، وحاله حال العدم وطويت عنه الهداية واصبح يبكي هو اصحابه حتى التراب ارتوت بدموعهم، وعادوا الى ديارهم بدون الشيخ وحزونوا أهل قريته عليه، وبعد مرور عام عاد المشايخ للشيخ فوجدوه يرى الخنازير ويخدم في الكنائس تعجبوا من امره، وسألوه عن السبب، فرد بأن الملك رفض ان يزوج الجارية له الا رجل على دينها يشد الزنار ويرتدي العباءة ففعل ذلك ليرضى ان يزوجه ابنته.
- وبعد فترة من الزمن رجع للقرية تائي ومهتدي واستقبلته قريته واهله، وبعده مدة جاء شخص يرتدي كساء اسود يطرق الباب، وقد كانت الجارية الرومية التي تركها ليعود الى دينه وقريته، فلقد جاءت بعد اسلامها لخدمته، دخلت على الشيخ وعرفها فارتعد واصفر وجهه، ولما دخلت بكت وأخبرته كيف وصلت وانها اسلمت وماتت قوامه صوامه.
عبد الله كان طالب العلم يدرس العلوم الكثيرة والمتنوعة، حفظ القرآن الكريم والعديد من الاحاديث النبوية، كان قاضيا ونابغا في العلم، مدحه العديد من العلماء والمشايخ، كان متواضع يقول الحق وامام زاهد وورع يعمل لآخرته.