لو علم العبد مقاصد الاقدار لبكى من سوء ظنه بالله، لا يعلم القدر سوى الله سبحانه وتعالى، القدر يعرف في اللغة القضاء والحكم ويشمل معاني الاستخارة والتضييق والطاقة، والشرع القدر يعنى تقدير الله تعالى لكافة الامور في القدم، وعِلم الله بالزمن والمكان والحدث قبل وقوعه، فالصفات الخاصة والاوقات معلومة عند الله سبحانه وتعالى.
القدر مشيئة الله وحكمه وقضاءه وكتابته تقع كما كتبها الله للإنسان، ولو علم العبد مقاصد الاقدار لبكى من سوء ظنه بالله، فالقدر خيره وشره مكتوب وفيه مقاصد لا يعلمها العبد ولو علمها لبكى من شدة حب الله تعالى لعبده واختيار الافضل له ويبعد الأكثر سوء عنه، وهذا للمؤمن فقط ذلك يتوجب علينا أن نحسن الظن بالله تعالى في السراء والضراء.
لو علم العبد مقاصد الاقدار لبكى من سوء ظنه بالله
مقولة محمد متولي الشعراوي يقصد بها الكثير من المعاني والعبارات التي يجب على المؤمنين الإيمان بها بنية خالصة، القدر مقدر من الله فأمر المؤمن يدير رب العالمين وهذا يشعر العبد بالرضا وانشراح الصدر والراحة البال والطمأنينة والسكينة للنفس والروح والسعادة والفرح في القلب، يؤمن العبد بقول الله تعالى {قُل لَن يُصيبَنا إِلّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ}، ودلت الأحاديث النبوية على ذلك وتعد افضل اجابة على المقولة السابقة:
- يقول النبي ﷺ: 《لَا يَمُوتَنَّ أحداً مِنْكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ ظَنَّهُ بِاَللَّهِ》.
- وَعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: 《عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ》 رواه مسلم.
المسلم يتصف بغنى النفس والرضا بما كتبه الله له وبقسمته نصيبه، ولا يخاف فاليقين بقلبه ولو اجتمعت الامة لنفعه او لضرع فلن يصيبه الا ما كتبه الله له، اجله مقدر ولا ينقص او يزيد بأحد، يجب ان يحرص العبد على الحياة وحبها والعمل للآخرة.